مطالب البلوش
قومً هم ضربوا الجبابرة إذا بغوا بالمشرفية من بني ساسان
حتى استبيح قرا السواد و فارس والسهل و الجبال من مكران
(للشاعر و الفارس العربي الجاهلي عمرو بن معد يكرب الزبيدي)
القبائل البلوشية هي قبائل عربية أصيلة لها في التاريخ العربي و الإسلامي و الإنساني جذور تمتد إلى آلاف السنين. قبيلة ذات مناقب و معادن مجيدة بقيت خالدة نقية خالصة أصيلة تستحق مجد البقاء و فخر الخلود لأنها تمتلك عنصر البقاء و مقومات الاستمرارية وقوة الدفاع ودليل الحق و سبل الرسوخ و مرساة الثبوت بين الأمم و الشعوب هذه القبيلة التي حاول بعض الكتاب و النقاد و لأغراض زائلة طمس هويتها و المساس بأصالتها و التشكيك في عروبتها بكتابات موضوعة وبإيعاز من دولة الفرس التي لم تستطيع قمع ثورتهم المجيدة رغم المحاولات المريرة عبر السنين فحاربتهم محاربة شنعاء و قاومتهم مقاومة غير شريفة و لجأت إلى شتى و سائل الخداع و السجن و التعذيب وأساليب القمع و التصفية و الاغتيال دون ذنب أو جريرة إلا لأنهم عرب نجباء تمتد جذور أصالتهم إلى اليمن الخضراء.هذه القبيلة العربية عانت الكثير و تصدى لها الكثير من المرتزقة حملة أقلام الزيف و التزوير و باسم التاريخ أساءوا إلى البلوش أصحاب الحضارة الواقعية تلك الحضارة العربية المجيدة ذات التقاليد العريقة و الأصول النجيبة.
هناك بين العرب و الفرس تحديات و مناوشات و عداوة جذرية تعود آلي عهد الدولة الفارسية القديمة أبان عصر شاهبور ذو الأكتاف هذا المتجبر الطاغية الذي اتخذ من المدائن(المدائن مدينة قديمة كانت تقع بين بغداد و البصرة اتخذها انوشيروان الفارسي عاصمة لدولته)عاصمة له و لأنه لاقى من العرب الأباة مقاومة واقعية و مناهضة لحكمه و ظلمه أدت إلى قتال و سجن و مقتل ابنه لذا قرر أن ينتقم الانتقام الأسود و أن يبقى الحقد الدفين ضد العروبة رمز الدولة وشعبه مبدأ منذ ذلك اليوم المشئوم يقطع كتف كل مناهض عربي و يقتل دون هوادة كل عربي ينطق بالحق هكذا نشر العداوة و البغضاء بين شعوب هذه المنطقة من العرب والعجم ولان البلوش جزء لا يتجزأ من الحضارة و التقاليد و الأعراف العربية لذلك نزلت عليهم نقمة شاهبور و حقده واصبحوا هدفا قريباً في مرماه فجند ضدهم القوة الضاربة والأقلام الزائفة فقتل من قتل وسجن من سجن وشوه من شوه وابعد من ابعد من أرضهم وديارهم ديار بلوشستان العربية المهاجرة من يمنستان إبان الهجرة العربية القديمة يوم انهيار سد مأرب وانتشار القبائل العربية وهجرتها من اليمن السعيدة إلى الجزيرة العربية وعمان وسواحل الإمارات العربية في الخليج العربي و بلوشستان.أن المعدن الأصيل يبقى أصيلا ونقيا ولن تؤثر الشوائب في ذاته و نقاءه تماما مثل ماء المطر النقي الرقراق الذي يحي الأرض الجرداء بعذوبته و جملة صفاته الذاتية رمز الحياة.
ولما جاء الإسلام كانوا هم الأقربون لتقبل الدعوة الشريفة الداعية إلى الحرية الإنسانية هذه الدعوة الإسلامية العظيمة التي حررت الشعوب و القبائل العربية وغيرهم من العجم من ظلم الطغاة ونير الاستعمار وأنقذتهم من الهلاك والزوال وهكذا بقيت الهوية العربية البلوشية الأصيلة نقية بمناقبها ومعادنها وحتى يومنا هذا وإخواننا البلوش يعيشون حياة كريمة محتفظين بصفاتهم و أخلاقهم الذاتية العريقة بعاداتهم وأعرافهم العربية الأصيلة معتزين بماضيهم العريق ومجدهم التليد منذ تواجدهم في يمنستان إلى هجرتهم إلى سواحل الإمارات المجاورة و عمان واستقراهم في بلوشستان .
هناك بين العرب و الفرس تحديات و مناوشات و عداوة جذرية تعود آلي عهد الدولة الفارسية القديمة أبان عصر شاهبور ذو الأكتاف هذا المتجبر الطاغية الذي اتخذ من المدائن(المدائن مدينة قديمة كانت تقع بين بغداد و البصرة اتخذها انوشيروان الفارسي عاصمة لدولته)عاصمة له و لأنه لاقى من العرب الأباة مقاومة واقعية و مناهضة لحكمه و ظلمه أدت إلى قتال و سجن و مقتل ابنه لذا قرر أن ينتقم الانتقام الأسود و أن يبقى الحقد الدفين ضد العروبة رمز الدولة وشعبه مبدأ منذ ذلك اليوم المشئوم يقطع كتف كل مناهض عربي و يقتل دون هوادة كل عربي ينطق بالحق هكذا نشر العداوة و البغضاء بين شعوب هذه المنطقة من العرب والعجم ولان البلوش جزء لا يتجزأ من الحضارة و التقاليد و الأعراف العربية لذلك نزلت عليهم نقمة شاهبور و حقده واصبحوا هدفا قريباً في مرماه فجند ضدهم القوة الضاربة والأقلام الزائفة فقتل من قتل وسجن من سجن وشوه من شوه وابعد من ابعد من أرضهم وديارهم ديار بلوشستان العربية المهاجرة من يمنستان إبان الهجرة العربية القديمة يوم انهيار سد مأرب وانتشار القبائل العربية وهجرتها من اليمن السعيدة إلى الجزيرة العربية وعمان وسواحل الإمارات العربية في الخليج العربي و بلوشستان.أن المعدن الأصيل يبقى أصيلا ونقيا ولن تؤثر الشوائب في ذاته و نقاءه تماما مثل ماء المطر النقي الرقراق الذي يحي الأرض الجرداء بعذوبته و جملة صفاته الذاتية رمز الحياة.
ولما جاء الإسلام كانوا هم الأقربون لتقبل الدعوة الشريفة الداعية إلى الحرية الإنسانية هذه الدعوة الإسلامية العظيمة التي حررت الشعوب و القبائل العربية وغيرهم من العجم من ظلم الطغاة ونير الاستعمار وأنقذتهم من الهلاك والزوال وهكذا بقيت الهوية العربية البلوشية الأصيلة نقية بمناقبها ومعادنها وحتى يومنا هذا وإخواننا البلوش يعيشون حياة كريمة محتفظين بصفاتهم و أخلاقهم الذاتية العريقة بعاداتهم وأعرافهم العربية الأصيلة معتزين بماضيهم العريق ومجدهم التليد منذ تواجدهم في يمنستان إلى هجرتهم إلى سواحل الإمارات المجاورة و عمان واستقراهم في بلوشستان .
كتب المقدس و ياقوت الحموي في معجم البلدان ما يلي: إن الفرد البلوشي الأصيل هو الشخص الأعرابي الصادق الأمين الشجاع الأبي الكريم فله النخوة العربية في إغاثة الملهوف وإكرام الضيف والذود عن الحرمات وسيادة الشرف والدفاع عن الكيان البلوشي ذوي العزيمة النافذة والمشاعر القوية فهو يدافع بشرف عن دينه ويحترم قبيلته يوفي بوعده ويسالم من يسالمه أهل النجدة والنصرة في الحرب والسلم إلا أن بعض المستشرقين والمؤرخين المشبوهين كتبوا فأساءوا ونسبوا فظلموا البلوش محاولين طمس حقائق وشواهد تاريخية ملموسة مستغفلين عظمة وأصالة التاريخ البلوشي،
هؤلاء الذين اعترف العدو بقوتهم وشدة حماسهم وعزيمتهم وذكرهم شاعر الملحمة الفارسية المشهورة باسم الشهنامة للفردوسي -(الفردوسي شاعر فارسي أراد بملحمته إحياء اللغة الفارسية الأصيلة وتجريدها من العربية)- فوصفهم بالبلوش الأقوياء الأشداء.
إن المستعمر كان يخشى التقاء واتحاد القومية العربية والبلوشية العربية أصلاً، وظهور حركة قومية سياسية موحدة في الخليج العربي كما ذكر في كتاب تاريخ الخليج العربي المعاصر، فيسد عليه الطريق وتكون قوة مانعة لبلغ أهدافه ومطامعه وأغراضه الاستعمارية لذا توجه إلى حكام فارس وشكل قوى ضد الوجود العربي على سواحل عربستان ( المحمرة والأحواز ونبادر كنجان وعسلوية وبندر جمرون والجزر المجاورة لها) إلى عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر والكويت والجزيرة العربية. إن الهجرة العربية اليمنية الحميرية من يمنستان إلى بلوشستان مذكورة بدلائل واضحة وأدلة مبينة في كتب المسعودي والطبري وابن خلدون وابن خلكان وياقوت الحموي، وقد ذكرهم شاعر الأساطير والحماسة الفارس أبو القاسم الفردوسي فأصبح ذريعة تبيد الفرس المتعصبون ضد العربية، كما قام نشوان بن سعيد الحميري المتوفى سنة 573هجرية بوضع ديوانه المسمى ( ملوك اليمن وأقيالها) وشرح القصيدة بعنوان ( خلاصة السيرة الجامعة لعجائب ملوك التبابعة،وتعد هذه القصيدة تحفة تاريخية وقد أجمع الرواة المؤرخون على تصديق ما ورد فيها من أخبار بنو حمير بطريقة موجزة مختصرة الذي يذكر فيه هجرة العرب ووصولهم في زمان الدولة الحميرية إلى فارس وسمرقند وبخارى والتبت، وكذلك ذكرهم دعبل الخزعي في ديوانه المشهور، وتعرض إلى بلوغ الحميريين إلى سمرقند وبخارى وفلسطين وحدود الصين وهذه شواهد تاريخية واضحة يمكن للباحث والقارئ الكريم أن يراجع هذه المصادر والمراجع الموثوقة. لقد أجمع البلوش على تقرير وتثبيت أصالتهم العربية وهذه شواهدهم التاريخية وآثارهم الباقية تشهد صدق قولهم وتعترف بصدق قوميتهم الحضارية العربية الأصيلة. إن التاريخ البلوشي جزء لا يتجزأ عن التاريخ العربي الإسلامي المجيد وجميعهم على المذهب السني.
إن بلوش مكران الذين بقوا في سواحل بلوشستان العربية بعد الهجرة الأولى التي بدأت من تاريخ خراب ودمار سد مأرب من اليمن هم القبائل الأزدية الأصيلة وهم الذين تزاوجوا امتزجوا بالقبائل اليعربية السامية واتحدوا في المبادئ والقيم و الأخلاق والآداب والرسوم لقد كان الفرس يعادونهم بسبب انتسابهم للعربية ومجاورتهم الحدود الجنوبية الشرقية الفارسية وكذلك بسبب تحضرهم و تقاليدهم و مبادئهم السامية المشهودة لهم في اليمن وجنوب الجزيرة العربية.أنهم أبناء الصحراء الفسيحة و البحار العميقة والجبال الشامخة فاختلقوا بخلاقها الكريمة وتشبهوا بعظمتها في الكرم والعطاء و السخاء وفي القوة والأقدام والشجاعة والوفاء.
إذا كانت الشرق مهد الحضارة الإنسانية فإن العرب و البلوش هم مركز المدينة والتقاليد العربية لقد كان لهم الكيان العربي و القبلي الخاص بهم وكذلك قوميتهم ولغتهم اليعربية ثم الهجرة المكرانية البلوشية الخاصة بهم المشهودة لهم في التواريخ و الكتب اليونانية والفارسية القديمة انهم ليسوا من الفرس كما يظن بعض الكتاب بل كان الفرس أعدائهم بسبب نسبهم العربي أقوام من صلب العروبة الحميرية والازدية التي فتحت أبواب الصين وبلغت خرسان ومكران وسمرقند وبخارى والتبت بقرون عديدة قبل بزوغ فجر الإسلام والدعوة الإسلامية المحمدية لقد اكتسبوا هذه الأخلاق الكريمة واختلقوا بأخلاق الأنبياء من أبناء نوح عليه السلام ونبي الله صالح فهم من سلالة يعرب بن قحطان الذين انتشروا من اليمن إلى الجزيرة العربية ثم هاجروا مع الفتوحات العربية الأولى إلى سواحل مكران و السواحل العمانية انهم من أبناء حمير من القبائل العربية الأصيلة وقد اتصفوا بالقوة وتميزوا بالجرأة والإقدام في قلب الجزيرة العربية،وكذلك في بلوشستان على السواحل الفارسية وقد ذكرهم الشاعر الفارسي أبو القاسم الفردوسي في ملحمته الشهيرة (الشهنامه) بأسود الحرب فكانوا في الحرب القوة القاهرة، في السلم أصحاب الحضارة والمبادئ العربية المنبثقة من الأخلاق اليعربية الحميدة العريقة،لقد شكلوا القيادة القوية الواعية لجيوش كورش واردشير ونوشيروان بمحض إرادتهم وحريتهم ودفاعاً عن أرضهم بلوشستان ديارهم وحرمهم الآمن فكانوا سوراً كالطور الأشم لحدود مكران، ثم هاجر منهم عدد غفير ولأسباب اجتماعية واقتصادية و حنين إلى المواطن العربية الأولى في اليمن هاجروا ثانية عبر ريدان وعمان إلى قلب الحضارة السامية وعادوا ثانية إلى اليمن السعيدة وذلك في العهد الساساني وبدعوة من الأمير اليمني سيف بن ذي يزن فيما بين الأعوام 562-572 ميلادية بعد أن طلب الأمير العربي من كسرى نوشيروان أن يمده بهؤلاء الجيوش من العرب البلوش و لما كان البلوش مصدر قوة و تهديد للإمبراطورية الفارسية من ناحية و الجيوش الحبشية بدأت تشكل قوة زاحفة من ناحية ثانية تهدد اليمن ثم تمتد إلى سواحل إيران فقد وافق على إرسال السجناء من قادة البلوش المناهضون آنذاك للحكم الفارسي الجائر ومن والاهم لمساعدة أمير اليمن دحراً للأحباش و خلاصاً من البلوش الأحرار فجاءوا بقيادة وهريز ودحروا القوة الحبشية الغازية ثم عاودوا الكرة فكانت الهجمة الفارسية هذه المرة على اليمن وهكذا احتل الفرس هذه الأرض الطيبة و بنوا معابدهم و قصورهم المشهورة بذي غمدان ونصبوا أوثانهم وآلهتهم آناهيتا (ناهيد) وذلك قبل بروز وانتشار الديانة الزرادشتية في بلاد فارس.
في ذلك التاريخ ازدادت حركة القبائل البلوشية من سواحل مكران وعمان وترددهم فيما بين يمنستان حيث مناجم النحاس والفضة وبلوشستان عن طريق مسقط و مكران إلى المدن الفارسية الأخرى وقد ذكر مؤرخو اليونان أن الاسكندر المقدوني قد استعان بفرسان وجنود البلوش إبان غزوه للشرق وهجومه على بابل وهم الذين أنقذوا جيشه من التهلكة و الضياع في صحراء لوط الجرداء و كذلك تزوج الاسكندر من فتاة بلوشية قبيل رحيله إلى ما بين النهرين وموته بعد ستة أشهر من احتلاله لمدينة بابل.
إضافة إلى ذلك فإنه في زمن الحكم البريطاني في الهند عندما قام السير هنري جرين sir henri green المدير السياسي لحدود السند العليا برحلته في الأراضي السورية فلقد شاهد الكثير من القبائل السورية مسماةً بأسماء القبائل البلوشية التي تقطن في وادي السند . إن سوريا والعراق هما مهد الحضارة الكوشية و البابلية- و الكلدانية. والأمر الذي يجب ذكره في هذا الصدد هو أن أسم عليبو موطن البلوش الأول-من سوريا- في ديار الشام يتردد مكرراً دائما في الأشعار البلوشية.وأن القبائل العربية الموجودة في سوريا- وفي بلوجستان – بأسمائها المتشابهة لهي أقوى دليل على صحة الروايات والقصص البلوشية التي بتداولها البلوش على ألسنتهم و يتناقلونها عند الحديث عن أصلهم العربي. ومن القبائل العربية الموجودة-في سوريا وفي بلوشستان هي قبيلةالمعري(نسبة إلى المعرة) وقبيلة البليدي – وقبيلة المهري- وقبيلة الأزدي- وقبيلة النمري – وقبيلة الجمالي. هذه هي قبائل عربية موزعة في بلوجستان و معروفةٌ هي أنسابها العربية ولها بطونٌ وأفخاذٌ في العراق والجزيرة العربية وعمان. وهنالك ايضا ملوك الطوائف قبيلتي الرند والاشار التي ينسبهم الرواة إلى أكثر من نسب ( سليمة بن مالك ، والحارث ابن العلاف و إلى بني العباس وهو الاقوى )ومنهم [ملك] بلوشستان والسند والبنجاب ونيودلهي الملك شاكر الرند والامير غهرام نوت بنده لاشاري.
ولا شك أن المهرة-أو بني مهرة من قبائل اليمن- القحطانية المشهورة، ومنازلهم في اليمن الجنوبي. ولا يزالون ينطقون اللهجة الحميرية. أما النمري فهي قبيلة من بني تميم: كما جاء في كتب الأنساب. إن البلوش القاطنين في وسط سلاسل جبال سليمان يتكلمون بلهجة مختلفة كل الاختلاف عن لهجة البلوش الشرقيين والبلوش الغربيين. وإذا استخلصنا اللغة البلوشية من الألفاظ الفارسية والهندية وألفاظ لغة البوشتو فإننا سنجدها لغةً أخرى لا علاقة لها بهذه اللغات الثلاث المذكورة. سنجدها لغةً ساميةً لم تنكشف أمام البحث بعد.تلك هي لغة البلوش الأصيلة (السامية) الجذور التي تستقي من منابع اللغات السامية الأخرى. إن الأ لفاض السامية (ويعني الألفاظ العربية) التي يتكلمها البلوش فيما بينهم هي نموذج لغتهم القديمة التي كانوا ينطقونها في فخر و مباهاة.
إن المستعمر كان يخشى التقاء واتحاد القومية العربية والبلوشية العربية أصلاً، وظهور حركة قومية سياسية موحدة في الخليج العربي كما ذكر في كتاب تاريخ الخليج العربي المعاصر، فيسد عليه الطريق وتكون قوة مانعة لبلغ أهدافه ومطامعه وأغراضه الاستعمارية لذا توجه إلى حكام فارس وشكل قوى ضد الوجود العربي على سواحل عربستان ( المحمرة والأحواز ونبادر كنجان وعسلوية وبندر جمرون والجزر المجاورة لها) إلى عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر والكويت والجزيرة العربية. إن الهجرة العربية اليمنية الحميرية من يمنستان إلى بلوشستان مذكورة بدلائل واضحة وأدلة مبينة في كتب المسعودي والطبري وابن خلدون وابن خلكان وياقوت الحموي، وقد ذكرهم شاعر الأساطير والحماسة الفارس أبو القاسم الفردوسي فأصبح ذريعة تبيد الفرس المتعصبون ضد العربية، كما قام نشوان بن سعيد الحميري المتوفى سنة 573هجرية بوضع ديوانه المسمى ( ملوك اليمن وأقيالها) وشرح القصيدة بعنوان ( خلاصة السيرة الجامعة لعجائب ملوك التبابعة،وتعد هذه القصيدة تحفة تاريخية وقد أجمع الرواة المؤرخون على تصديق ما ورد فيها من أخبار بنو حمير بطريقة موجزة مختصرة الذي يذكر فيه هجرة العرب ووصولهم في زمان الدولة الحميرية إلى فارس وسمرقند وبخارى والتبت، وكذلك ذكرهم دعبل الخزعي في ديوانه المشهور، وتعرض إلى بلوغ الحميريين إلى سمرقند وبخارى وفلسطين وحدود الصين وهذه شواهد تاريخية واضحة يمكن للباحث والقارئ الكريم أن يراجع هذه المصادر والمراجع الموثوقة. لقد أجمع البلوش على تقرير وتثبيت أصالتهم العربية وهذه شواهدهم التاريخية وآثارهم الباقية تشهد صدق قولهم وتعترف بصدق قوميتهم الحضارية العربية الأصيلة. إن التاريخ البلوشي جزء لا يتجزأ عن التاريخ العربي الإسلامي المجيد وجميعهم على المذهب السني.
إن بلوش مكران الذين بقوا في سواحل بلوشستان العربية بعد الهجرة الأولى التي بدأت من تاريخ خراب ودمار سد مأرب من اليمن هم القبائل الأزدية الأصيلة وهم الذين تزاوجوا امتزجوا بالقبائل اليعربية السامية واتحدوا في المبادئ والقيم و الأخلاق والآداب والرسوم لقد كان الفرس يعادونهم بسبب انتسابهم للعربية ومجاورتهم الحدود الجنوبية الشرقية الفارسية وكذلك بسبب تحضرهم و تقاليدهم و مبادئهم السامية المشهودة لهم في اليمن وجنوب الجزيرة العربية.أنهم أبناء الصحراء الفسيحة و البحار العميقة والجبال الشامخة فاختلقوا بخلاقها الكريمة وتشبهوا بعظمتها في الكرم والعطاء و السخاء وفي القوة والأقدام والشجاعة والوفاء.
إذا كانت الشرق مهد الحضارة الإنسانية فإن العرب و البلوش هم مركز المدينة والتقاليد العربية لقد كان لهم الكيان العربي و القبلي الخاص بهم وكذلك قوميتهم ولغتهم اليعربية ثم الهجرة المكرانية البلوشية الخاصة بهم المشهودة لهم في التواريخ و الكتب اليونانية والفارسية القديمة انهم ليسوا من الفرس كما يظن بعض الكتاب بل كان الفرس أعدائهم بسبب نسبهم العربي أقوام من صلب العروبة الحميرية والازدية التي فتحت أبواب الصين وبلغت خرسان ومكران وسمرقند وبخارى والتبت بقرون عديدة قبل بزوغ فجر الإسلام والدعوة الإسلامية المحمدية لقد اكتسبوا هذه الأخلاق الكريمة واختلقوا بأخلاق الأنبياء من أبناء نوح عليه السلام ونبي الله صالح فهم من سلالة يعرب بن قحطان الذين انتشروا من اليمن إلى الجزيرة العربية ثم هاجروا مع الفتوحات العربية الأولى إلى سواحل مكران و السواحل العمانية انهم من أبناء حمير من القبائل العربية الأصيلة وقد اتصفوا بالقوة وتميزوا بالجرأة والإقدام في قلب الجزيرة العربية،وكذلك في بلوشستان على السواحل الفارسية وقد ذكرهم الشاعر الفارسي أبو القاسم الفردوسي في ملحمته الشهيرة (الشهنامه) بأسود الحرب فكانوا في الحرب القوة القاهرة، في السلم أصحاب الحضارة والمبادئ العربية المنبثقة من الأخلاق اليعربية الحميدة العريقة،لقد شكلوا القيادة القوية الواعية لجيوش كورش واردشير ونوشيروان بمحض إرادتهم وحريتهم ودفاعاً عن أرضهم بلوشستان ديارهم وحرمهم الآمن فكانوا سوراً كالطور الأشم لحدود مكران، ثم هاجر منهم عدد غفير ولأسباب اجتماعية واقتصادية و حنين إلى المواطن العربية الأولى في اليمن هاجروا ثانية عبر ريدان وعمان إلى قلب الحضارة السامية وعادوا ثانية إلى اليمن السعيدة وذلك في العهد الساساني وبدعوة من الأمير اليمني سيف بن ذي يزن فيما بين الأعوام 562-572 ميلادية بعد أن طلب الأمير العربي من كسرى نوشيروان أن يمده بهؤلاء الجيوش من العرب البلوش و لما كان البلوش مصدر قوة و تهديد للإمبراطورية الفارسية من ناحية و الجيوش الحبشية بدأت تشكل قوة زاحفة من ناحية ثانية تهدد اليمن ثم تمتد إلى سواحل إيران فقد وافق على إرسال السجناء من قادة البلوش المناهضون آنذاك للحكم الفارسي الجائر ومن والاهم لمساعدة أمير اليمن دحراً للأحباش و خلاصاً من البلوش الأحرار فجاءوا بقيادة وهريز ودحروا القوة الحبشية الغازية ثم عاودوا الكرة فكانت الهجمة الفارسية هذه المرة على اليمن وهكذا احتل الفرس هذه الأرض الطيبة و بنوا معابدهم و قصورهم المشهورة بذي غمدان ونصبوا أوثانهم وآلهتهم آناهيتا (ناهيد) وذلك قبل بروز وانتشار الديانة الزرادشتية في بلاد فارس.
في ذلك التاريخ ازدادت حركة القبائل البلوشية من سواحل مكران وعمان وترددهم فيما بين يمنستان حيث مناجم النحاس والفضة وبلوشستان عن طريق مسقط و مكران إلى المدن الفارسية الأخرى وقد ذكر مؤرخو اليونان أن الاسكندر المقدوني قد استعان بفرسان وجنود البلوش إبان غزوه للشرق وهجومه على بابل وهم الذين أنقذوا جيشه من التهلكة و الضياع في صحراء لوط الجرداء و كذلك تزوج الاسكندر من فتاة بلوشية قبيل رحيله إلى ما بين النهرين وموته بعد ستة أشهر من احتلاله لمدينة بابل.
إضافة إلى ذلك فإنه في زمن الحكم البريطاني في الهند عندما قام السير هنري جرين sir henri green المدير السياسي لحدود السند العليا برحلته في الأراضي السورية فلقد شاهد الكثير من القبائل السورية مسماةً بأسماء القبائل البلوشية التي تقطن في وادي السند . إن سوريا والعراق هما مهد الحضارة الكوشية و البابلية- و الكلدانية. والأمر الذي يجب ذكره في هذا الصدد هو أن أسم عليبو موطن البلوش الأول-من سوريا- في ديار الشام يتردد مكرراً دائما في الأشعار البلوشية.وأن القبائل العربية الموجودة في سوريا- وفي بلوجستان – بأسمائها المتشابهة لهي أقوى دليل على صحة الروايات والقصص البلوشية التي بتداولها البلوش على ألسنتهم و يتناقلونها عند الحديث عن أصلهم العربي. ومن القبائل العربية الموجودة-في سوريا وفي بلوشستان هي قبيلةالمعري(نسبة إلى المعرة) وقبيلة البليدي – وقبيلة المهري- وقبيلة الأزدي- وقبيلة النمري – وقبيلة الجمالي. هذه هي قبائل عربية موزعة في بلوجستان و معروفةٌ هي أنسابها العربية ولها بطونٌ وأفخاذٌ في العراق والجزيرة العربية وعمان. وهنالك ايضا ملوك الطوائف قبيلتي الرند والاشار التي ينسبهم الرواة إلى أكثر من نسب ( سليمة بن مالك ، والحارث ابن العلاف و إلى بني العباس وهو الاقوى )ومنهم [ملك] بلوشستان والسند والبنجاب ونيودلهي الملك شاكر الرند والامير غهرام نوت بنده لاشاري.
ولا شك أن المهرة-أو بني مهرة من قبائل اليمن- القحطانية المشهورة، ومنازلهم في اليمن الجنوبي. ولا يزالون ينطقون اللهجة الحميرية. أما النمري فهي قبيلة من بني تميم: كما جاء في كتب الأنساب. إن البلوش القاطنين في وسط سلاسل جبال سليمان يتكلمون بلهجة مختلفة كل الاختلاف عن لهجة البلوش الشرقيين والبلوش الغربيين. وإذا استخلصنا اللغة البلوشية من الألفاظ الفارسية والهندية وألفاظ لغة البوشتو فإننا سنجدها لغةً أخرى لا علاقة لها بهذه اللغات الثلاث المذكورة. سنجدها لغةً ساميةً لم تنكشف أمام البحث بعد.تلك هي لغة البلوش الأصيلة (السامية) الجذور التي تستقي من منابع اللغات السامية الأخرى. إن الأ لفاض السامية (ويعني الألفاظ العربية) التي يتكلمها البلوش فيما بينهم هي نموذج لغتهم القديمة التي كانوا ينطقونها في فخر و مباهاة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق