يوم سياه

صور بلوشستان 2010














هناك عدد من المؤرخين و الكتاب غير قليل ممن حرروا و كتبوا كتبا منذ العهد اليوناني في تاريخ و حضارة الأقوام و الطوائف و القبائل البلوشية العريقة.
فمنهم من أسكنهم وأشار إلى موطنهم و نسبهم إلى سواحل
مكران أو المكيان و الأصح في نظري المكيان (تلك الدولة العربية العريقة التي امتدت نفوذها من سواحل الجزيرة العربية إلى سواحل سيستان) فكانت البداية عربية ثم استحكمت في السواحل البلوشية العربية و التي احتلتها الدولة الساسانية فيما بعد و أسمتها بلوشستان. فمنهم من نسبهم إلى عرب الجزيرة العربية و آخرون نسبوهم إلى اليمن السعيدة التي سميت في عهد الاستعمار الفارسي يمنستان دون تتبع الأصول الأساسية أو اتخاذ الدقة المتناهية في التاريخ الواقعي و اعتبروهم قضية تاريخية هامشية بينما هم الأساس في قيام الدولة الحميرية ممن أعانوا القائد اليمنى سيف بن ذي يزن في تحرير اليمن و حضرموت من الاستعمار الحبشي إبان عهد أبرهة الأشرم الذي هم بالهجوم على الكعبة المشرفة في عام الفيل و المذكور في القران الكريم الموصوف بأصحاب الفيل ثم هزم واندحر . إنهم عرب الدولة العربية الماكيانية ذوي الأصول العربية الحرة الأبية التي هاجرت من الجزيرة العربية واستوطنت السواحل المكرانية والعمانية ثم هاجرت حسب الظروف الطبيعية و الاقتصادية المعيشية ثانية و ثالثة عبر ريدان (ربدان ) و سواحل أبله (البصرة حاليا) إلى بلاد اليمن و حضرموت ثم عمانات وشرق الجزيرة العربية و جزر البحرين. إن النخوة العربية الأصيلة و التي تنبع من إباء الضيم ورد و دحر الظلم صفة عربية موروثة في الأقوام و القبائل البلوشية التي تعيش في السواحل العربية من دول الخليج العربي أو التي لم تزل تقطن السواحل الفارسية وان كانت لغتهم بلوشية إلا أن المبادئ و التقاليد الأصيلة لم تزل جذوة مستعرة فيهم و بذلك انقسموا إلى قسمين البلوش العرب لساناً ولغةً و تقاليد و مبادئ و البلوش العرب تقاليداً و مبادئ لكن اللغة البلوشية المتأثرة بالفارسية بقيت مؤثرة فيهم نظراً للظروف البيئية و السياسية الفارسية التي فرضت عليهم اللغة فرضاً.





لقد امتزجت الأصول العربية و السامية وهم في الأصل أخوة من أبناء نبي الله نوح عليه السلام وقامت القومية العربية البلوشية و نمت التقاليد العريقة بالزواج و الامتزاج الروحي و الجسدي و التي قامت على سنة أخوية و شريعة إنسانية. لذلك اخترت أن القي الضوء على هذه القبائل العربية العريقة و أتمنى أن ينال البحث القبول.

0 التعليقات:

إرسال تعليق