من جريدة المدينة السعودية“بلوشستان” ... الحلم العربي للبلوش
بلوشستان ... الحلم العربي للبلوش
http://al-madina.com/node/218938
الأربعاء, 27 يناير 2010
د. عبدالله مرعي بن محفوظ
إن الذي يعترف «بعروبة» الصومال وجزر القمر وجيبوتي ـ وربما اريتريا ـ يجب أن لا يجد غضاضة في الاعتراف بعروبة «البلوش» وبحقوقهم في أرضهم بلوشستان ، وهذا الحق لا يحتاج إلى تأكيد أصالتها العربية من أمريكا بوضعهم في خريطة الشرق الأوسط الجديد والذي خرج من مركز الدراسات الدبلوماسية . إن الحق العربي لن يسترد ولن يحميه سوى الإرادة العربية، وقد يجد العرب في المستقبل القريب إن دولة بلوشستان الحديثة تعد كسباً يعادل كسب الفتوحات الإسلامية الغابرة ، وان كانت الدول العربية لم ترغب في المواجهة مع السياسة البريطانية أيام الاستعمار أو مع نظام الشاه السابق في إيران والذي حاول طمس معالم عروبة البلوش، مثل ما فعل النظام الحالي في إيران وكانوا أكثر تشدداً من نظام الشاه وأكثر «وطنية فارسية» في محاربة البلوش. إن الأنظمة الخليجية كانت لفترة طويلة تحاول أن تبتعد عن التدخل والمشاكل لجيرانها في الجانب الشرقي من الخليج العربي من جزيرة العرب، وظلت مع ذلك تراعي المصالح للقبائل السنية بالمساعدات الإنسانية أو توفير وظائف عمل في منطقة الخليج ، ولكن على الجانب الأخر والنقيض تماماً ظلت إيران تنخر في جسد الأمة العربية بتوسع فكرها المذهبي والثوري دون مراعاة لحسن الجوار والدين المشترك وكانت النهاية إن عناصرها أصبحوا على حدودنا من ناحية الشرق والشمال والجنوب من جزيرة العرب. إيران وأتباعها يدافعون عن أبنائهم في كل مدينة وقرية من دول الخليج العربي ولعل آخر حدث مع حصل مع فضيلة الشيخ محمد العريفي ، ونحن نتجمل في حق صحابتنا الكرام. ونستعير من حقائق تاريخية مؤكدة بان قبائل (البلوش) قحطانية الأصل والنسب كما ذكرهم ياقوت الحموي في (معجم البلدان) وسلمة بن مسلم العوتبي في كتاب (موضح الأنساب) حيث ذكرا إن نسبهم يتصل إلى بلى بن عمرو بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير الأكبر بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، وفي هذا المجال نعلم إن قبائل البلوش يحفظون أنسابهم ولا يضيرهم اعتراف العرب بهم ، فقد اعترف ببأسهم الاتحاد السوفيتي ، وتهادن للصلح الاتحاد الدولي في أفغانستان وباكستان الذين لم يستطيعوا كسر شوكتهم في أرضهم، وقبائل البلوش المعروفون للغرب بقوتهم ينتسبون الى القبائل التالية : (دشتي وبزنجو وهــوت وغجكي ورئيس ولوري ومري ومكسي ولاشاري وكلوائي وشانديو والإبراهيمي والمحمد وزين الدين ) .
إذا عدنا للتاريخ العربي نجد إن أحلامنا سبقت المخطط الأمريكي في خريطة الشرق الأوسط الجديد ، أحلامنا تتجدد اليوم بوطن اسمه بلوشستان يضم كافة قبائل البلوش في باكستان وإيران وأفغانستان ، أحلامنا تتجدد بإن ينسب البلوش إلى تاريخ أجدادهم قحطان ، أحلامنا تتجدد بإعادة اللسان الأعجمي إلى عربيته بعد أن تاه في مسيرة التاريخ الطويل في مقاومة الاستعمار والغزاة ليحقق البلوش ذاتهم وحقوقهم التاريخية ، وفي هذه الأحداث الدائرة في الشرق الأوسط يفترض على عرب الجزيرة الاعتراف بأسباطهم الضائعة، ويمكن مراجعة تاريخهم العربي والإسلامي في كتاب «التاريخ السياسي لإمارة عربستان العربية» لمصطفى عبد القادر النجار ـ دار المعارف بمصر 1971، وكذلك «محاضرات في تاريخ شرقي الجزيرة العربية» ـ أحمد مصطفى أبو حاكمة ـ القاهرة ـ 1967/1968.
القبائل البلوشية ليست مجهولة التاريخ والمذهب بالنسبة لتاريخنا الإسلامي وهم غير قبائل (الباتان) الذين دخلوا في العرق البلوشي لظروف التجنس في الخليج العربي ، البلوش معروفون وهم متوزعون في ثلاث مناطق : منهم في القسم الشمالي من بلوشستان الإيرانية والثاني في القسم الجنوبي من بلوشستان الباكستانية والباقي متفرقون في دول الخليج العربي.
البلوش لهم تاريخ مشرف في محاربة الاستعمار البريطاني والفارسي والوقوف مع استقلال دول الخليج العربي ، ففي سلطنة عُمان متواجدون بزعامة الشيخ «سعيد بن راشد» ، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة موجودون بزعامة الشيخ «المير مراد آل بركات» وزعامته تشمل كذلك القبائل الموجودة في المناطق الجنوبية الغربية من مكران في الساحل المطل على بحر الخليج العربي ، وفي البحرين بزعامة الشيخ «محمد بن حسن آل محمد» وفي المملكة العربية السعودية متواجدون بحدود 120 ألفاً واغلبهم في البريمي وفي منطقة مكة المكرمة.
إن القضية البلوشية قضية عربية تمتد إلى زمن بعيد ، والعرب أمام موقف ملزم قومياً وعصبياً باحتضان قضيتهم العادلة في تحقيق دولة بلوشستان، ويكفي إن ندافع عن دماء أبنائنا الشهداء الذين هاجروا الى أفغانستان للشهادة ولحماية إخوانهم في الدين والعقيدة من الوقوع تحت النفوذ السوفيتي وتحت التأثير الأيديولوجي الماركسي ، والتي انتهت قصص النصر للأسف بأنها وقعت تحت نفوذ الإرهاب للقاعدة وهذه الفئة الباغية ألصقت العار بالمسلمين عموماً وبعرب الخليج خصوصاً .
ختاماً إن تاريخ البلوش جزء لا يتجزأ من التاريخ العربي الإسلامي المجيد ، ومن الواجب إن نعرف الأجيال بهذا الجانب الحيوي والأساسي من تاريخنا ، وأصبح لزاما علينا عرض هذا الموضوع للنقد والتحليل منتهجين النهج العلمي الدقيق لبلوغ الغاية المنشودة والمرجوة من تاريخنا العربي .
0 التعليقات:
إرسال تعليق